اتجاهات مُستخدمات وسائل التواصل الإجتماعي نحو الجراحات التجميلية

استهدف هذا البحث الكشف عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل اتجاهات الإناث نحو الجراحات التجميلية، من خلال تحليل العلاقة بين الرضا عن المظهر، وتقدير الذات، والمقارنة الاجتماعية، والقلق الاجتماعي.



تم تطبيق الدراسة على عينة عمدية من الإناث من مستخدمات وسائل التواصل الاجتماعي، وجُمعت البيانات من 400 مفردة، وذلك باستخدام أداة الاستبيان لجمع البيانات الكمية، بالإضافة إلى إجراء مقابلات متعمقة مع عدد من أخصائيي واستشاريي التجميل.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن منصات مثل (إنستجرام) و(تيك توك) تلعب دورًا بارزًا في تعزيز الانشغال بالصورة الرقمية، خاصة في المناطق الظاهرة في الصور ومقاطع الفيديو، مما ينعكس على سلوكيات مرتبطة بتعديل الشكل أو التفكير في إجراء الجراحة التجميلية، كما أظهرت النتائج أن التفكير في الخضوع لجراحة التجميل يرتبط بانخفاض مستوى الرضا عن الشكل، وارتفاع مشاعر القلق الاجتماعي والمقارنة الاجتماعية، كما كشفت النتائج أن الدوافع وراء الجراحة لا تنبع دائمًا من شعور بالنقص أو اضطراب نفسي، بل قد تكون أحيانًا ناتجة عن تقدير ذاتي مرتفع ورغبة واعية في تحسين المظهر وتعزيز الثقة بالنفس.

كما كشفت الدراسة عن وجود توجه لدى بعض النساء نحو تعديل ملامحهن لتُطابق صورًا مثالية صنعتها الفلاتر والتطبيقات، مما يدفع إلى اتخاذ قرارات تجميلية تتجاوز الأسباب الطبية.

وبينت نتائج المقابلات المتعمقة أن التأثيرات الرقمية تنتج ظواهر نفسية مثل "تشوه الإدراك الجسدي الرقمي"، وقد أكد الأطباء دورهم لتوعية المريضات بالفارق بين الواقع والصور المعدلة رقميًا، ورفض إجراء جراحات لا تستند إلى دوافع موضوعية، كما كشفت المقابلات عن تنوع دوافع الإناث، إذ لا يُمكن إرجاع القرار التجميلي دائمًا إلى قلة تقدير الذات، بل قد يكون أحيانًا تعبيرًا عن رغبة واعية في تحسين الشكل.