العاطفة في الصحافة السردية حول ضحايا الصراعات العربية:دراسة في المحتوى والقائم بالاتصال

سعت الدراسة لرصد كيفية حضور العاطفة في الصحافة السردية التي تتناول ضحايا الصراعات العربية في موقع مصراوي خلال عام 2024، مع الأخذ في الاعتبار فهم ممارسات المحررين الصحفيين المسؤولين عن هذا إنتاج مثل هذه القصص.

استخدمت الدراسة منهج المسح وطبقت تحليل المحتوى الكيفي على كل موضوعات الصحافة السردية التي تناولت ضحايا الصراعات العربية خلال عام 2024 بموقع مصراوي، وطبقت كذلك المقابلات المتعمقة مع المحررين الصحفيين الذين يقومون بإنتاج مثل هذه الموضوعات.

أظهرت النتائج أن كل الموضوعات التي تم تناولها في إطار الصحافة السردية قد ركزت بشكل كبير على الجوانب الإنسانية والمعاناة الناتجة عن الحروب والصراعات، وقد برزت العاطفة بجلاء في موضوعات الصحافة السردية بداية من اختيار كلمات عناوينها مرورًا بما استخدمته من الأفعال والصفات والمصادر في متونها إضافة لما اعتمدت عليه من التعبيرات المجازية في صياغة موضوعاتها، وظهرت العاطفة كذلك من خلال تعمدها لسرد تفاصيل دقيقة غالبًا ما كانت مأساوية، وقد حاولت تأكيد العاطفة من خلال الاستشهاد بالأرقام والإحصائيات لتوصيل المعاناة التي يعيشها هؤلاء الضحايا، الأمر الذي جعلها تلعب دورًا حاسمًا في نقل تجربة المعاناة لهم وإبراز أبعادها الإنسانية.

وقد أجمع المحررون الصحفيون الذين قاموا بإنتاج هذا النوع من الصحافة على أنه يقدم قيمة مضافة للقارئ بجذب الانتباه وتسهيل الفهم من خلال أساليب سردية مبتكرة وشيقة، وأكدوا على أن العاطفة التي تبرز في الصحافة السردية لا تتعارض بأي حال مع الموضوعية فما يقوم به الصحفيون هو مجرد نقل لإحساس الشخصيات بأقوالهم ويتركون القارئ يستنتج دون تدخل منهم، وبَيًن المحررون الصحفيون أن العاطفة تعزز المصداقية طالما أنها نابعة من الحقائق.